أخبار عاجلة

حوار صحفى مع سعادة السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون السودان

حاوره / يوسف حسين

فى ظل تطورات الأوضاع فى السودان قمنا بعمل حوار صحفى مع سعادة السفير محمد مرسي، الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون السودان، لتناول الصراع العسكري في السودان: جذوره، تداعياته، وآفاق الحل السياسي والعسكري.

وبداء الحوار بالترحيب بسعادة السفير، وشكره على تشريفه لنا بهذا اللقاء. والأمل انه من خلال هذا الحوار أن يتم تسليط الضوء على تطورات الأزمة السودانية، والتعرف من سيادته على رؤية الدولة المصرية تجاه ما يحدث، والدور الذي تقوم به مصر لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة، خاصة في ظل عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والسوداني.

وفي المقابل رحب بنا سعادة السفير/ محمد مرسى وقام بتهنأتنا على الموضوع بسبب اهميته بالنسبة لمصر, وان السودان اخوة اشقاء تربطنا بهم وشائج وعلاقات ضاربة في عمق التاريخ وهي العمق الاستراتيجي الاول لمصر وان العلاقات المصرية السودانية علاقات متشعبة ومتجذرة منذ الاف السنين وهي ليست فقط قاصرة على بعد معين, ولكن العلاقات المصرية السودانية علاقات خاصة اقتصاديا وسياسيا وامنيا وثقافيا واجتماعيا وانسانيا وخصوصا جغرافيا بحكم الموقع والالتصاق وان مصر والسودان كانتا دولة واحدة ومازالتا على روابط قوية وعلاقات طيبة.

ما هي اسباب اندلاع الحرب السودانية؟

صرح سعادة السفير ان الحرب السودانية لها اسباب متعدده وانه على مدار التاريخ مرت السودان بظروف كثيرة كانت سببا في عدم استقرار الاوضاع هناك وفي حدوث نوع من التغيير والحراك, ولكن من اجل ان يكون التركيز على الاسباب الاخيرة لأندلاع الحرب التى تسببت فى الجولة الاخيرة من التوتر والعنف في السودان, وان هناك اسباب كثيرة ومتنوعة منها الاسباب المباشرة والواضحه للعيان وهى وجود ازدواجية في سلطة اتخاذ القرار وظهور مليشيات الجنجويد وحميدتى التى كان لها دور معين في السودان فى فترة حكم الرئيس البشير ثم تغول هذا الدور بفعل عوامل كثيرة واستغلت الاوضاع وحالة الحراك والسيول التي اعقبت ثورة يناير في مصر ودول اخرى و اثرت على السودان ووفرت بيئة خصبة لعدم الاستقرار ما بين مطالب شعبية بتدعو لتغيير نظام الحكم ومطالب اخرى متمسكة بالكرسي وكان نتيجتها في النهاية وقوع صدام بين عدة جبهات سودانية استغلت لتهيئة المناخ لاحقا لي بعد رحيل واختفاء البشير عن المشهد, استغلت بشكل محاولة استئثار فصيل بالحكم  ” فصيل غير شرعي بالحكم ” والذى قوبل طبعا بمعارضة شعبية وكان نتيجتها اندلاع الحرب الاهلية الاخيرة على النحو الذي شاهدناه جميعا والذى أودا الى قتل وتشريد وتدمير مقدرات الشعب السوداني والدولة السودانية وان هناك اطراف اخرى ازكت هذا الصراع وساعدت على انتشاره وما تزال تمارس هذا الدور بشكل او بأخر سواء دول عربية او دول جوار افريقي, وان هذا سبب عام يضاف الى الاسباب الاخرى, وان هذا عنصر رئيسي من عناصر الثورة والتغيير في معظم دول العالم التالت التى تكون الظروف الاقتصادية الصعبة للشعب وضيق أفق الحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي والتعبير السياسي وان هذا كله كان من العوامل المساعدة على أندلاع الحرب الاهلية في السودان على النحو الذى شاهدناه.

كيف ترى مصر تطورات الأزمة فى السودان منذ اندلاع الصراع؟

قال السفير ان مصر ترا منذ البداية تطورات الازمة في السودان وانها تراها خطيرة وتضرب امن الاشقاء واستقرارهم ومستقبل السودان ووحدة وتكامل اراضيه وتؤثر بشكل مباشر على مصر لأن ما يدور في السودان يؤثر على مصر والعكس صحيح, وان مصر بترى ان هذه الحرب يجب ان تنتهي ويجب ان يتفق جميع الفرقاء على رؤى محددة للأنطلاق نحو تسوية تستوعب كل فئات الشعب السوداني برضه, وان من المبادئ المستقرة في السياسة الخارجية المصرية احترام حرية الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وبالتالي فمصر لا تتدخل في الشان السوداني الا بالقدر الذي يدعم الاشقاء وبناء على طلبهم وبشكل معلن, وهدفه معلن التحرك ومعلن الهدف وان الهدف واضح هو اعادة الاستقرار ثم بدء عملية التنمية في السودان خصوصا ان هذه الحرب مدمرة وقاتلة للشعب ومدمرة لمقدرات السودان ومصر بترى ضرورة انهائها.

ما هى ابرز التحديات التى فرضتها الأزمة السودانية على الأمن القومى المصرى؟

قال سيادته ان هناك تحديات هائلة وان اول تحدي يتمثل فى ان افاق التعاون والتكامل المصري السوداني لا حدود له وان هناك مشروعات واعدة ومجالات للتكامل وللتنمية لصالح البلدين في كل المجالات, وان الحرب بتوقف كل هذه المشروعات وبالتالي بتحرم السودان ومصر من ثمار هذا التعاون, اما ثاني تاثير انها بتضرب الامن القومي المصري في الصميم

وان اهتزاز وانعدام الامن في السودان بينعكس مباشرة على مصر بحكم الجوار الجغرافي المباشر وامكانية تهريب السلاح والافراد والارهابيين والمتطرفين وغير ذلك عبر الحدود, وان هذه مهمة شاقة بتعترض الامن القومي المصري وان التعاون المصرى السوداني ايضا يعتبر ركيزة اساسية لخدمة مصالح مصر والسودان باعتبارهم دولتي مصب لنهر النيل وبالتالي هناك دول اخرى مثل اثيوبيا تحاول ان تقلب دول حوض النيل ضد الحقوق التاريخية لدولتي المصب اللي هم مصر والسودان وبالتالي الموقف المصري السوداني الواحد كفيل باضعاف الجبهة غير الشرعية وغير العادلة التى تحاول اثيوبيا ان تبنيها وتقيمها ضد مصر والسودان في فترة من الفترات ولعبت اثيوبيا كثيرا على وتر الانقسامات الداخلية في السودان وهذا بجانب انها احتلت ايضا جزء من السودان مثل منطقة الشفقة ومناطق اخرى على الحدود وتم طرد المزارعين السودانيين منها ثم تحرك الجيش السوداني واستعادها, وان اثيوبيا ايضا بتضع اعينها على السودان املا في اضعافها واملا في انهاء التنسيق والتعاون المصري السوداني الذى يؤثر سلبا على اطماع اثيوبيا في حوض النيل, وان هناك عامل اخر ايضا وهو ان الحرب في السودان تأثر على مصر من ناحية  تدفق الاف اللاجئين وعشرات الالاف ومئات الالاف والملايين من اللاجئين في السودان, ومصر ايضا تواجه موقف غاية في الصعوبة اولا من حيث اننا نمر بظروف اقتصادية صعبة, وثانيا اننا لا نستطيع ان نغلق ابوابنا امام المعاناة الانسانية لأشقائنا في السودان, فيجب ان نفتح ابوابنا لاستيعاب الاخوة السودانيين وان جزء كبير منهم يمثل عبء أضافي على الاقتصاد المصري, ولكن مصر بترحب بهم على اساس انهم دول اشقاء وانه يجب ان نستوعبهم وندعمهم في هذه الظروف الصعبة ونساعدهم حتى يتمكنوا من العودة الى بلادهم بسلام وبامان وبالتالي مشاكل اللاجئين ايضا احدى المشاكل المزمنة, واضاف ان الاخوه السودانيين في وطنهم وفي بلدهم وبنرحب بيهم جميعا وان مصر الدولة الوحيدة في العالم التي لا تخصص معسكرات لللاجئين عكس باقى دول العالم مثل اوروبا و….., وان اي شقيق عربي بيأتى الى مصر طلبا للهروب من ظروف بلده الصعبة, بيستضاف ويستوعب ويندمج في المجتمع المصري ويصبح قادر على ان يقوم بعمل مشروع وان يستفاد ايضا من الدعم الذى تقدمه مصر للسلع والخدمات المختلفة مثل الخدمات الطبية والتعليمية و…., وبالتالي ايضا بتجد ان احياء مصر كلها موجود فيها الاشقاء السودانيين ويعيشون مثل المصريين بالضبط بدون اي تفرقة, فهذا بيمثل عبء اضافي على الميزانية المصرية ورغم ذلك بتتحمله الدولة المصرية بثبات وبقوة وبأقتناع انهم اشقائنا ويجب ان ندعمهم وللأسف فالمؤسسات الدولية لا تقدم الدعم الكافي لمصرلاستيعاب المهاجرين واللاجئين فالأمم المتحدة بتقدم دعم بسيط لعدد محدود من الاخوة من السودان ومن جنوب السودان ومن بقية الدول الافريقية الذين يأتوا الى مصر, وبجانب هذا فأن اعداد اللاجئين في مصرارقام بالملايين تتراوح من 9,000,000 الى 20,000,000, وان هناك اخوة سودانيين عايشين ومستقرين في مصر من سنين طويلة وانهم فئه لا استطيع ان اصنفهم من ضحايا الحرب على اساس انهم مستقرين في مصر, وانما انا اتحدث على الموجات الاخيرة التى جائت الى مصر بعد اندلاع الجوله الاخيرة من الحرب وبالتالي مصر بتتاثر بما يدور في السودان بشكل مباشر وكامل وخطير تمام.

كيف تتعامل الدولة المصرية مع ملف الحدود واللاجئين فى ظل استمرار الحرب؟

اكد سعادة السفير ان مصر فى ما يتعلق بملف اللاجئين لا تنظر الى الاشقاء السودانيين بترتيبات معينة, ولكنهم يعيشون بيننا مثل المصريين دون اى تفرقه وانهم يستفادون بكل ما يستفيد منه المواطن المصري وانهم يعيشون في جميع انحاء مصر بحرية مطلقة فمصر كلها مفتوحة لجميع الاشقاء وليس فقط الاخوة السودانيين, لكن السودانيين على واجب خصوص فتعاملنا معهم من هذا المنطلق, وان مصر تطلب من الامم المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي وامريكا وغيرها ان يقدموا الدعم الكافى لمصر لكى تستطيع تقديم المزيد من المساعدة والدعم للاشقاء السودانيين.

اما فيما يخص ملف الحدود, فمصر طبعا لا تسطيع اغلاق الحدود امام الاخوة السودانيين ولكنها تحاول ضبط الحدود لمعرفة من قام بالدخول الى مصر من اجل متابعة العناصر المندسة وسط اللاجئين السودانيين والتى تكون لها توجهات فكرية عقائدية وتوجهات متطرفة ارهاببية وتجارة مخدرات وغير ذلك من الممنوعات, فمصر تحاول السيطرة على الحدود  بشكل يحقق الامن لها ولا يغلق الباب امام الاخوة السودانيين بالنظر الى معاناتهم الانسانية.

ما هو الدور الذى تلعبة مصر حاليا على المستوى السياسى او الإنسانى للمساعدة فى إنهاء الصراع؟

قال سيادته ان مصر كانت وما زالت وستظل تلعب دور محوري في حل الازمة السودانية  واستضافت مصر على مدار السنوات الفائته مختلف اطياف المجتمع السوداني والفصائل السودانية والاحزاب السودانية بما فيها الفصائل المعارضة للحكومة السودانية الحالية وعقدت جولات وندوات ومفاوضات كثيرة وطرحت مبادرات بدعم من مصر لان مصر لا تستطيع التدخل في الشان السوداني ولكن بتحكمنا ضوابط معينة, وفي ضوء هذه الضوابط بقوم بمساعد الاشقاء واستضافتهم في مصر وشاركنا مع دول الجوار الاخرين سواء الاتحاد الافريقي او الامم المتحدة في بلوارة مواقف اكثر عدالة وانصاف ودعم الاشقاء في السودان, ومصر تلعب دور اخر ايضا فى محاولة عدم فرض المزيد من العقوبات على السودان حتى لا تتاثر سلبا بهذه العقوبات فمصر تتحرك في الازمة السودانية على محاور ومسرات متعددة ومتنوعة ومصر ما زالت مستمرة بدعم الحكومة الشرعية والدولة الدولة السودانية, وان عناصر او محددات الموقف المصري ايذاء السودان احترام السودان ووحدة اراضيه وكانت مصر رافضة حتى اخر لحظة لانفصال جنوب السودان ورافضة بقوة لاي تفكير او لجهود لتقسيم السودان الحالي وان هناك افكار خبيثة بتدعو الى انفصال دارفور وكردفان وشرق السودان والسودان ولاية الخرطوم

واضاف ان هناك احاديث بتقال عن محاولات لتقسيم السودان الى اربع دويلات, فمصر بترفض ذلك تماما وبتتمسك بوحدة اراضي السودان وتكاملها وسيادة دولة السودان على كامل اراضيها ومقدراتها, وفي سبيل ذلك فأن مصر بتقدم  دعم كبير للحكومة الشرعية وللجيش السوداني ملعاونته في مواجهة الانفصاليين والفصائل المتمردة وعصابات حميدتي والقنجاويد وغيره, وفي نفس الوقت مصر بتسعى مع الدول الاخرى لمنع تقديم المساعدات لهذه العصابات وبتضغط عليها بلا ولكن بشكل هادئ وغير معلن, فمصر دعمت الحكومة الشرعية السودانية والجيش السوداني, وبدأت بوادر هذا الدعم في انتصار الجيش السوداني وتحرير الخرطوم من المليشيات وبتستمر مسيرة التحرير الى ان  يتم اجتثاث كل العناصر المتطرفة والانفصالين وغيرهم ونامل ونامل ان يتم بعد ذلك مصالحة سودانية تقوم بفتح الباب على مصراعيه لكل الفصائل واستيعاب كل الاراء والاحزاب وكل التوجهات باعتبارهم مواطنين سودانيين, حيث يكون كامل الاهلية ولهم كل الحقوق عليهم كل الواجبات ويتم القيام بعمل نوع من المصالحة تكون مفتاح استقرار السودان وحل الازمة واجهاض اي جهود لتفتيت او تقسيم السودان وتبدا بعد ذلك مرحلة اعادة الاعمار والذى سوف يكون من المتوقع ان يكون لمصر الدور الاكبر فى اعادة اعمار السودان  واعادة بناؤه ونصل الى مرحلة التكامل الاقتصادي والسياسي وغيره مع السودان  لانه هذاكفيل بخدمة ابناء شعبان وادي النيل على جانبية الحدود مصر والسودان.

كيف تنسق مصر مع الدول الإقليمية والدولية بخصوص الأزمة؟

صرح السفير محمد مرسى ان هناك تنسيق كامل احنا مع بعض القوة مثل الدول العربية الفاعلة والتي تلتقي مع مصر في الاهداف بشان الازمة السودانية ويتم التنسيق في اطار جامعة الدول العربية اضافة الى الدول في اطار الاتحاد الافريقي “الدول الافريقية” المعنية بالشان السوداني بجانب التنسيق مع القوة الدولية الفاعلة مثل امريكا وغيرها, واضاف ان مصرعينها على السودان وتتابع عن بعد وبتنسق مع الحكومة السودانية وبتحطها علما بجهودنا حتى تؤتي ثمارها ,وبالتالي دور مصر ليس مقتصر على الاطار الثنائي المباشر ,باللعكس نحن بنوثق مع القوة الاقليمية والدولية الفاعلة لمحاولة التوصل الى اسلوب وصياغة من شانها تهدئة الاوضاع ثم انهاء الحرب واستقرار الاوضاع في السودان.

كيف ترى سيادتكم مستقبل العلاقات المصرية السودانية ؟

صرح سيادته ان العلاقات المصرية السودانية طوال عمرها كانت جيدة ومتميزة لانه بيدعمها رصيد ومعين لا ينضب من مصادر القوة, وان اول شئ ان شعبي مصر والسودان بيلتقوا على جانبى الحدود وبيلتقوا ايضا فى اللغة والعادات والتقاليد, وان تقريبا جنوب مصر كله يتشارك نفس عادات شمال السودان وهناك قبائل على الحدود في مناطق النوبة وعلى شمال السودان لا تعرف الحدود السياسية ولكن الحدود هى من قامت بتقسيمها, ولولا ذلك هتجد القبائل موجودة على جانبية الحدود.

اما العلاقات الثقافية فهو اقرب شعب لنا وان اكبر شعب عربي للشعب المصري هم السودانيين لذلك نجدهم بيندمجو معانا بسرعة واننا نراهم معنا في كل مكان وانهم قريبين من ثقافتنا ومن قيامنا ومن تفكيرنا, بالأضافة الى علاقات النسب فهناك سودانيين استوطنو مصر من سنين طويلة وهناك مصريين يعيشون في السودان من سنين طويلة ولديهم الجنسية السودانية ومستقرين فبالتالي العلاقات والوشائج الاجتماعية والثقافية, وهذا فضلا عن الانتماء القومي العربي وان الوشائج قوية جدا بتربط مصر والسودان تلاقي في الاهداف السياسية لأن هناك قناعة مشتركة ما بين الخرطوم والقاهرة على ثوابت الغالب متفقين عليها جميعا بتخدم البلدين, بالأضافه الى اقتصاديا لأننا اذا قمنا بقراءة التاريخ  فسوف نجد جهود كثيرة بذلت لاعادة توحيد البلدين, حيث ان مصر والسودان كانوا دوله واحده وانفصلو بناء على رغبة الاشقاء في الستينات التى احترمتها مصر والتزمت بها, واضاف ان هناك اشخاص بتطالب باعادة التوحيد مجددا واشخاص بتطالب بدولة كونفيدرالية واشخاص بتطالب بفيدرالية واخرين بيطالبوا بمرحلة من مراحل التكامل اللذى هو قريب من الوحدة ولكن بشكل اقرب الى الاقتصاد وتبادل المصالح واشخاص بتطالب بتعميق العلاقة من خلال التعمق في العلاقات التعليمية والثقافية والاجتماعية,

واخربن لا يزالوا يروا ان اتفاقية الحريات الاربعة التي وقعت بين مصر والسودان من حوالى 30 سنة التى هي حرية الملكية وحرية التنقل وحرية العمل و…., وانهم لا يزالو بيطالبوا بيها.

فلذلك افاق التكامل والتعاون المصري السوداني قوية وواعدة وانه عندما تستقر الاوضاع في السودان فسوف نجد ان هناك ابواب للعمل والخير لا حدود لها لصالح البلدين ودون التدخل في الشؤون الداخلية لان مصر بتراعي حساسية الاوضاع في السودان وهذا بالاضافه الى رؤية بعض الاشقاء لمصر هناك بيرى بعضهم ان مصر ربما تحاول التدخل في الشأن السودانى وربما بتحاول التاثير فيه, ولكن هذا الكلام غير حقيقي بالمره وان مصالحنا واحده مثل العلاقات المصرية مع ليبيا ومع بقية الدول العربية, فالبعد القومي قوي جدا في مصر وحتى بالمفهوم الحديث مثل التعاون الاقتصادي حيث اننا بنتعاون مع الاتحاد الاوروبي ومع امريكا ومع ومع دول غير عربية تركيا وغيرها فاذا يبقى كيف لا نتعاون مع الدولة هي الاقرب لنا من اللغة والثقافة الوحضارة وكل شيء وبالتالي الافاق واسعة جدا.

ما هى الجهود التى تبذلها مصر لتقديم الدعم الإنسانى للشعب السودانى، سواء داخل السودان او من خلال أستضافة اللاجئين؟

قال سيادته ان هناك جهود كبيرة بتبذل لمساعدة اللاجئين وان هناك لجان مصرية سودانية بتنسق دخول اللاجئين السودانيين لمصر, وتتعاون ايضا داخل مصر الجهات الامنية ووزارة الخارجية وكل الجهات الاخرى مع الاخوة السودانيين لتسهيل اقامتهم في مصر وهناك ايضا تعاون مع الامم المتحدة وكبار المانحين لتقديم الدعم للاشقاء السودانيين بالأضافه الى ان هناك لجان موجودة مشتركة على الحدود لكى تضبط ايقاع دخول السودانيين وخروجهم من مصر في هذه الفترة, وبالتالي هنا جهود كبيرة بتبذل بشكل يومي وعلى مدار الساعة, واضاف ان هناك تقريبا اربع او خمس منافذ حدودية مصرية سودانية منها منافذ برية واخرى على نهر النيل, وان هناك تنسيق مصرى سوداني على مدار الساعة بالاضافة الى تنسيق على مستوى الاشخاص الموجودة في مصر وانه تنسيق لا يتوقف.

برأى سيادتكم، ما هو الحل الأمثل لإنهاء الحرب في السودان، والوصول إلى اتفاق يضمن تشكيل حكومة واحدة تمثل كل الأطراف وتحقق الاستقرار للشعب السوداني؟

صرح سعادة السفير محمد مرسى ان الحل الامثل ان تكون هناك حكومة واحده وجيش واحد. وان لا يحمل السلاح الا الممثلين الشرعيين للدولة السودانية من الجيش والشرطة وليس الجماعات الفئوية او الكتائب او المليشيات او العصابات ايا كان مسماها, وان تكون حكومة تكنوقراط في البداية بتمثل مختلف اطياف الشعب السوداني ولا تستبعد احد من الحكم والادارة والاستفادة مما تقدمه الدولة للمواطن السوداني من حيث المساواة بين الناسو اما البعد الاخر لانهاء الحرب            وانهاء اي توتر بصفة عامة من خلال توسيع الافق السياسي امام الشباب وامام الشعب السوداني وان يكون هناك حرية راي ومساحة معقولة للاحزاب السياسية للتحرك والتعبير عن رأيها, وهذا لان العدالة والديمقراطية هما مفتاح الاستقرار في اي دولة في العالم دائما وليس السودان فقط, فاذا السودان فى الاساس مجتمع متعدد الاعراق والثقافات والاصول وهذا يعتبر ميزة وعيب,

ميزة من حيث انه اذا ما وجدت صيغة لاستيعاب وتفاهم الاخر بيصبح مجتمع قوي جدا ومتماسك, اما العيب ان الدخلاء والاطراف الخارجية تستطيع ان تتدخل في الشان السوداني وتقلب فئة على فئة وتحدث فتنة وتساعد فصيل على الاخر, وبالتالي بيصبح عنصر ضعف, واضاف انه يرا بصفة عامة تعدد الثقافات والاعراق عنصر قوة فالهند فها 100 ديانة ورغم ذلك فانها دولة قوية,  وان هنا في مصر صعب جدا تميز العمارة حيث انه في القاهرة بيسكن فيها المسلم والمسيحي وبيسكن فيها الصعيدي وابن وجه بحري وبيسكن فيها النوبي والسيناوي, فلذلك نرا انه لا يوجد في مصر حي خاص بالصعايدة او…, وان اي مصري بيستطيع ان يعيش في هذا المكان ويتعامل وبالتالي اذا وجد  تفهم للاخر وعدالة وقدر كبير من الديمقراطية التي تتناسب مع مجتمعاتنا وليست الديمقراطية الغربية, لأن مفهومنا نحن عن الديمقراطية ربما يختلف في جوانب كثيرة عن لأن كل مجتمع له ثقافاته وقيمه وبالتالي التحول الديمقراطي الذي يناسب هذا المجتمع ربما يختلف قليلا عن المجتمع الاخر, واكد على ان الطريق امام السودان هو جيش واحد وحكومة قوية تمثل مختلف اطياف الشعب السوداني وافق سياسي مفتوح امام الاحزاب وامام الشعب السوداني وطبعا قضية العدالة, وفوق كل ذلك خبراء متخصصين في الاقتصاد لانتشال البلد من الانهيار الاقتصادي وازمتها الاقتصادية الضخمة لانه لا قيمة لاي حرية او ديمقراطية او غيره اذا عانى او استشرى الفقر والجهل, لان الفقر والجهل بيأتى معه فساد وعنف وطائفية وارهاب وغيره وبالتالي عندما يكون هناك حكومة بتستطيع وضع برامج النهوض باقتصاد البلد واقالتها من عثرتها يكون هذا عامل رئيسي من عوامل استقرار السودان.

وقمنا بأختتام الحوار بشكر سعادة السفير على وقته ومشاركته القيمة والتمنى ان تسهم الجهود المبذولة في انهاء الازمة السودانية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

عن admin

شاهد أيضاً

نعيم قاسم: حزب الله مستمر على نهج نصر الله

ألقى الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، كلمة في ذكرى اغتيال الأمين العام السابق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *