جريدة المنطقة العربية رؤية فريدة وتفاصيل حصرية
مقالات مشابهة
في مشهد إنساني سيبقى محفورًا في ذاكرة سكان العاشر من رمضان، رحل عن عالمنا أمس، سائق شاحنة الوقود خالد محمد شوقي عبدالعال، متأثرًا بإصاباته البالغة التي لحقت به خلال واقعة الحريق الهائل الذي كاد أن يلتهم جزءًا كبيرًا من المدينة.
سائق شجاع أنقذ مدينة كاملة من كارثة محققة
تفاصيل الحادث تعود إلى يوم الحريق الذي اندلع في شاحنة محملة بالوقود، كانت تمر في أحد الشوارع الحيوية بمدينة العاشر من رمضان. ومع اشتعال النيران في جزء من الشاحنة، اتخذ خالد قرارًا مصيريًا دون تردد، وقاد الشاحنة المحترقة إلى منطقة بعيدة عن المناطق السكنية، سعيًا لحماية أرواح السكان والمارة.
تضحية من أجل الآخرين
ما قام به خالد لم يكن مجرد تصرف عفوي، بل بطولة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فقد ظل خلف عجلة القيادة رغم اشتعال النار، ونجح في إبعاد الشاحنة عن التجمعات السكنية، متحملًا الخطر الجسيم، ليتلقى بعدها إصابات خطيرة نُقل على إثرها إلى المستشفى، حيث مكث تحت الرعاية الطبية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمس.
وفاة سائق شاحنة وقود في العاشر من رمضان تشعل مواقع التواصل
عقب إعلان وفاة خالد محمد شوقي عبدالعال، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والرثاء، وانتشرت صوره ومقاطع من لحظات الحادث، وسط دعوات بأن يُخلَّد اسمه كبطل أنقذ الآلاف بتضحيته.
وقال أحد سكان المدينة في منشور له:
“خالد مش مجرد سائق.. ده إنسان ضحى بحياته علشان يحمي الناس اللي ما يعرفهمش حتى. يستاهل التكريم والاحترام من الدولة كلها.”
هل يُكرَّم بطل العاشر من رمضان؟
تتصاعد الدعوات حاليًا لتكريم البطل الراحل رسميًا، سواء بإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة أو منحه وسام الشجاعة، تقديرًا لما قام به من عمل بطولي. وطالب نشطاء على منصات التواصل بضرورة توثيق قصته في الإعلام المصري، ليكون نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص والتضحية.
كلمات الوداع: “رحمك الله يا خالد.. بطل لا يُنسى”
في وداعه، عبّر الأهالي عن حزنهم الشديد، ووصفوه بأنه “شهيد الواجب” و”بطل العاشر من رمضان”. ومن المتوقع أن يُشيَّع جثمانه في جنازة شعبية حاشدة، تقديرًا لما قدمه من تضحية نادرة.
