الإرهاب لا دين له، ولا وطن، ولا أخلاق. هو ظاهرة بشرية سلبية تسعى لنشر الفوضى والدمار، وتستغل أيديولوجيات مغلوطة لتبرير أعمالها الوحشية. في كل مرة يظهر فيها الإرهاب، نرى كيف يَستغل الإرهابيون الدين كغطاء لأفعالهم البشعة، متناسين أن الدين الحقيقي هو رسالة حب وسلام، لا مكان فيه للعنف أو القتل. الإرهاب ليس له علاقة بأي عقيدة، بل هو آفة تهدف إلى تدمير المجتمعات وزرع الفتنة بين الناس، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية.
مصر، كباقي الدول المحبة للسلام، تصدت وما زالت تتصدى لهذه الأيديولوجيات المتطرفة التي تدعي زورًا أنها تمثل الدين، بينما هي في واقع الأمر تدمر الإنسانية وتحرف القيم السامية للأديان السماوية.
من التطرف إلى تهديد استقرار الوطن
أحمد المنصور كأحد الأفراد الذين وقعوا ضحية لهذه الأيديولوجيات المتطرفة، حيث انخرط في الجماعات الإرهابية التي حاولت تشويه صورة الدين واستخدامه كغطاء لتحقيق أهدافهم المدمرة. من خلال انضمامه إلى حركة حازمون، ثم مشاركته في اعتصام رابعة العدوية، وصولًا إلى تورطه في التنظيمات الإرهابية في سوريا، أصبح المنصور مثالًا حيًا على كيف يمكن أن يؤدي الانخراط في هذه الجماعات إلى تدمير حياة الأفراد والمجتمعات.
من نشأة مصرية إلى فكر متطرف
أحمد حماد المنصور هو شاب مصري، وُلد في محافظة الإسكندرية لكنه ينحدر من محافظة سوهاج في صعيد مصر. نشأ في أحضان قبيلة السادة العواضية، إحدى القبائل الشهيرة في صعيد مصر.
بعد إنهائه دراسته في المعهد الأزهري الثانوي، واصل المنصور تعليمه في معهد إعداد الدعاة، ثم التحق بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية بعد تخرجه، وذلك في الفترة التي سبقت ثورة 25 يناير 2011.
الانضمام إلى حركة «حازمون» وحملة “كلنا خالد سعيد”
أحمد المنصور كان جزءا من التنظيمات المتطرفة في مصر، حيث انضم إلى “حركة حازمون” التي كانت تمثل أحد أجنحة تيار الإسلام السياسي المتشدد.
كان أيضا عضوا نشطا في حملة “كلنا خالد سعيد” التي دعت إلى التظاهر ضد النظام الحاكم في 2011.
و في السنوات التالية، شارك المنصور في اعتصام رابعة العدوية والنهضة في 2013، والذي شهد موجها من العنف بعد فض الاعتصام من قبل السلطات المصرية.
“جيش الفتح” و”هيئة تحرير الشام”
بعد فض اعتصام رابعة في 2013، غادر أحمد المنصور إلى سوريا حيث انضم إلى “جيش الفتح” الإسلامي الذي كان يشكل تحالفا من الجماعات المتطرفة والإرهاب ضد نظام بشار الأسد.
ومن ثم، انضم المنصور إلى هيئة تحرير الشام الإرهابية بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي كان في وقتها يشرف على عدد من العمليات الجهادية في سوريا.
في سوريا، ظهر المنصور في فيديوهات دعائية وهو يرتدي الملابس العسكرية، ويقاتل ضمن صفوف الجهاديين ضد قوات النظام السوري، في وقت كان النظام السوري يقاتل العديد من الجماعات المتطرفة.
التهديدات ضد مصر
في الآونة الأخيرة، أصبح اسم أحمد المنصور مرتبطا بتصعيد التهديدات ضد مصر، حيث ظهر في فيديوهات دعائية جديدة يهاجم فيها النظام المصري، مهددا بتصعيد عسكري ضد البلاد انطلاقا من سوريا.
التهديدات التي أطلقها المنصور في ظل الظروف الإقليمية المتوترة، أثارت قلقاً، حيث يعتقد أن المنصور يعمل على تعبئة وتجنيد المزيد من العناصر المتطرفة في صفوفه في محاولة لاستهداف الاستقرار السياسي في مصر.
خلال ظهوره الأخير في دمشق، أكد أحمد المنصور على تأسيسه لحركة “ثوار 25 يناير”، وهي جماعة مسلحة أعلن عن هدفها المزعوم في “زعزعة استقرار الدولة المصرية “.
وقد أثار هذا الإعلان تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة من مناصري جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة الأخرى.
وقد بدا أن المنصور يسعى إلى استغلال الفراغ السياسي والأمني في سوريا لتحفيز العناصر المتشددة في مصر على القيام بأعمال عنف جديدة.