في لحظة دقيقة تمر بها مهنة الصحافة، يعود اسم عبد المحسن سلامة بقوة في انتخابات نقابة الصحفيين بخطة شاملة لإحياء الدور النقابي الحقيقي.. ويعد أحد أبرز الأسماء المرشحة لتولي منصب نقيب الصحفيين، مستندًا إلى تجربة طويلة وإنجازات ملموسة ورؤية متكاملة تهدف إلى إعادة بناء النقابة على أسس قوية تلبي احتياجات الصحفيين وتواجه تحديات المرحلة.
سلامة، الذي يمتلك سجلًا عمليًا حافلًا، يخوض السباق الانتخابي ببرنامج طموح يتجاوز حدود الوعود التقليدية، وينطلق من قناعة بأن العمل النقابي يجب أن يكون بعيدًا عن التوجهات السياسية والانقسامات الأيديولوجية، ليكون البيت النقابي مظلة شاملة لجميع الصحفيين دون استثناء.
الدفاع عن الحريات الصحفية
محاور برنامجه ترتكز على ثلاث أولويات أساسية: الدفاع عن الحريات الصحفية، النهوض بالمهنة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين. وفي هذا السياق، يطرح سلامة حزمة من المبادرات التي تستهدف رفع البدل وزيادة المعاشات، مع إعادة هيكلة مشروع العلاج وتطويره ورفع سقفه بما يتناسب مع احتياجات الصحفيين وأسرهم.
ولأنه يؤمن بأن الكلمة الحرة تحتاج إلى بيئة قانونية تحميها، يضع سلامة على رأس أولوياته السعي لإلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، والمطالبة بإصدار قانون حرية تداول المعلومات، بما يتماشى مع روح الدستور ويؤسس لمرحلة جديدة من الشفافية والاستقلال المهني.
أحد أبرز مقترحاته يتمثل في إنشاء مستشفى خاص للصحفيين، يتمتع باستقلال مالي وإداري، إلى جانب استكمال مشروع الإسكان الذي بدأ بالفعل في مدينة 6 أكتوبر، وتفعيل مشروع الدمغة الصحفية كمورد مستدام يعزز ميزانية النقابة. كما يقترح فتح أندية ومراكز تدريب متطورة داخل مقر النقابة لتأهيل الصحفيين ومساعدتهم على مواكبة التحولات المهنية السريعة.
مسيرة عبد المحسن
ولمن يعرف مسيرة عبد المحسن سلامة، يدرك أنه لا يطرح وعودًا بل ينفذ خطوات مدروسة. فقد شهدت فترته السابقة إطلاق معهد تدريبي هو الأكبر في الشرق الأوسط، وصرف إعانات للصحفيين المتضررين من توقف صحفهم، وافتتاح خدمات جديدة داخل النقابة مثل مكتب الشهر العقاري ومنفذ القوات المسلحة، وهي إنجازات يعتز بها ويعد بتطويرها.
ما يميز سلامة عن غيره هو إيمانه بأن نقابة الصحفيين ليست مجرد مؤسسة مهنية، بل كيان وطني له دور حيوي في صون الحريات العامة والدفاع عن الحقوق المهنية والاجتماعية لأعضائه، ويؤكد دائمًا أن استعادة مكانة النقابة تبدأ من إعادة الاعتبار لأعضائها، وتحقيق الاستقلال المالي والتنظيمي الذي يمكنها من أداء دورها دون تبعية أو ضغوط.
نقيب الفعل لا القول
وهو يشدد على أن التحديات التي تواجه الصحفيين اليوم – من تدني الدخل وغياب التأمين الوظيفي وتهديد الحريات – لا يمكن مواجهتها بشعارات، بل بخطط قابلة للتنفيذ وإرادة حقيقية. وهنا يطرح سلامة نفسه كـ”نقيب الفعل لا القول”، القادر على تحويل التصورات إلى واقع ملموس، والوعود إلى مشاريع تحقق فارقًا في حياة الصحفي اليومية.
إن انتخاب عبد المحسن سلامة في هذا التوقيت لا يعني فقط اختيار شخص ذي خبرة، بل هو تصويت لصالح نقابة قوية وموحدة، تؤمن بالدور الوطني للمهنة وتحمي أبناءها دون تفرقة. إنها دعوة لتجديد الثقة في مشروع نقابي يعيد للنقابة اعتبارها، وللصحفيين كرامتهم، ويؤسس لحاضر مهني أكثر أمنًا، ومستقبل أكثر إشراقًا.