أخبار عاجلة
العثور على جثمان حفيد نوال الدجوي داخل شقته بالجيزة
العثور على جثمان حفيد نوال الدجوي داخل شقته بالجيزة

العثور على جثة حفيد نوال الدجوي داخل شقته بالجيزة في ظروف غامضة

العثور على جثة حفيد نوال الدجوي داخل شقته بالجيزة في ظروف غامضة

في تطور صادم لقضية شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية، عثرت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة على جثمان أحمد الدجوي، حفيد سيدة التعليم الشهيرة الدكتورة نوال الدجوي، مؤسِّسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، داخل شقته الخاصة بمدينة 6 أكتوبر، وذلك بعد أيام قليلة من تصاعد أزمة كبرى داخل الأسرة بسبب اتهامات بسرقة ما يقرب من 300 مليون جنيه من خزائن فيلتها الخاصة.

جريمة غامضة في قلب الجيزة

تبدأ خيوط الواقعة حين تلقت الجهات الأمنية بلاغًا من أفراد أسرة أحمد الدجوي تفيد بانقطاع الاتصال به لأيام، وهو أمر غير معتاد على الإطلاق. وبعد استصدار إذن من النيابة، تم فتح باب شقته الكائنة بإحدى المناطق الراقية في مدينة 6 أكتوبر، لتكون المفاجأة الصادمة في انتظار الجميع: جثمان أحمد ملقى على الأرض داخل غرفة النوم، وبه إصابة واضحة بطلق ناري في منطقة الصدر، مع وجود آثار كدمات متفرقة على الجسد، ما يشير إلى احتمالية تعرضه لاعتداء قبل وفاته.

المشهد داخل الشقة كان مرتبكًا. لم تُسجّل آثار اقتحام خارجي، والأبواب والنوافذ كانت سليمة، ما يرجح أن القتيل كان يعرف القاتل جيدًا، أو أنه استُدرج بطريقة محترفة. وبحسب المعاينة الأولية، فقد بدت الشقة مرتبة نسبيًا، باستثناء بعض الأوراق المبعثرة في غرفة المكتب، وحقيبة كانت مفتوحة قرب السرير، ما قد يشير إلى أنه كان يستعد لمغادرة المكان، أو أنه كان يبحث عن شيء ما قبل أن يُفاجأ بالقاتل.

الخلفية العائلية.. نار تحت الرماد

هذه الجريمة تأتي بعد أسبوع واحد فقط من واقعة مدوية شهدتها فيلا الدكتورة نوال الدجوي، حيث تم اكتشاف اختفاء مبالغ ومشغولات ذهبية ومجوهرات وأحجار كريمة، تقدر قيمتها بنحو 300 مليون جنيه، من داخل خزائن حديدية في الطابق الأرضي من الفيلا الفاخرة التي تقع في حي راقٍ بمدينة 6 أكتوبر.

وبحسب روايات مقربين، فقد اكتشفت الدكتورة نوال الواقعة عند محاولتها فتح خزائنها الخاصة لتفقد محتوياتها، بعد فترة من الانقطاع عنها، لتفاجأ باختفاء كل ما تحتويه من أموال نقدية بالدولار والريال السعودي والدرهم، بالإضافة إلى كمية ضخمة من المصوغات الذهبية والتحف الثمينة، التي كانت تعتبرها بمثابة استثمار شخصي على مدار سنوات.

سرعان ما تم تقديم بلاغ رسمي إلى الجهات المعنية، وتم توجيه أصابع الاتهام من قِبلها إلى بعض أحفادها الذين كان لهم حق الدخول إلى الفيلا، نظرًا لعلاقتهم العائلية القريبة وسابقة إقامتهم بها. كما تم استدعاء عدد من العاملين في الفيلا للتحقيق، إلا أن المفاجأة جاءت من خلال بلاغ مضاد تقدم به أحمد الدجوي يتهم فيه ثلاثة من أقاربه بسرقة محتويات الخزائن، مؤكدًا أن بحوزته دلائل تشير إلى تورطهم في الجريمة.

اتهامات متبادلة وتمزق أسري

بينما كانت التحقيقات في قضية السرقة تتخذ منحى تصاعديًا، وتتحرك السلطات نحو استدعاء عدد من أفراد الأسرة للاستماع إلى أقوالهم، جاءت وفاة أحمد لتفجر قنبلة جديدة داخل محيط العائلة التي كانت تتوارى خلف واجهة اجتماعية مرموقة لعقود طويلة.

المتابعون للشأن العائلي يؤكدون أن العلاقات داخل الأسرة لم تكن على ما يرام منذ سنوات، خاصة بعد بدء الخلافات حول توزيع التركات، وظهور صراعات مكتومة على إدارة أصول مالية وتعليمية ضخمة تمتلكها العائلة. هذه الخلافات بدأت في الظهور للعلن مؤخرًا بعد وفاة عدد من كبار أفراد الأسرة، وهو ما أدى إلى تضخم النزاع بين الجيل الجديد حول “من يحق له ماذا؟”.

وقد ذكر مصدر مقرب من العائلة أن أحمد كان من الأشخاص الذين دخلوا في صدامات مباشرة مع أفراد من أسرته خلال الفترة الأخيرة، حيث أبدى اعتراضه على طريقة إدارة الأملاك، وكان يحاول الحصول على نسخة من مفاتيح الخزائن التي أُغلقت في وجهه مؤخرًا.

الشبهة الجنائية حاضرة.. والتحقيقات مستمرة

النيابة العامة أمرت بتشريح جثمان أحمد الدجوي لبيان أسباب الوفاة بدقة، مع فحص الطلق الناري الذي أودى بحياته، وهل خرج من سلاح ناري مرخص أم غير مرخص، كما يجري حاليًا مطابقة البصمات التي تم العثور عليها في الشقة، بالإضافة إلى فحص كاميرات المراقبة الخاصة بالشارع وبمحيط العقار الذي كان يقطنه.

وبحسب مصدر من جهات التحقيق، فإن وجود كدمات في جسد القتيل قد يشير إلى وجود مشادة أو اعتداء بدني سبق الطلق الناري، ما يرجح فرضية القتل العمد وليس الانتحار، على الرغم من أن السلاح المستخدم لم يُعثر عليه داخل الشقة، وهو ما يزيد من قوة الشكوك حول تدخل طرف ثالث.

وتعمل الأجهزة الأمنية كذلك على تفريغ المكالمات والرسائل الأخيرة على هاتف أحمد، وتحليلها للوقوف على ما إذا كانت هناك تهديدات أو خلافات حادة مع أفراد من الأسرة أو أشخاص آخرين، خاصة وأن القتيل كان ناشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وسبق له أن كتب تلميحات عن تعرضه للخذلان والخيانة، وفق تعبيره.

نوال الدجوي تخرج عن صمتها

من جهتها، خرجت الدكتورة نوال الدجوي عن صمتها، حيث عبّرت عن حزنها العميق لفقدان حفيدها الذي وصفته بأنه “شاب طموح وكان يسعى لحل الأمور بطريقة سلمية”. وأكدت في بيان مقتضب أنها لا توجه الاتهام لأحد بعينه، لكنها تثق في أجهزة الدولة والنيابة العامة لكشف الحقيقة في أسرع وقت، داعية لعدم الانسياق وراء الشائعات.

يُذكر أن الدكتورة نوال من الشخصيات المعروفة في الأوساط التعليمية والاستثمارية في مصر، وقد أسست واحدة من أبرز الجامعات الخاصة، وكانت لها مساهمات واضحة في تطوير التعليم الجامعي الخاص، كما تمتلك أسرتها أصولًا مالية وعقارية ضخمة، مما جعلها دائمًا محط اهتمام إعلامي.

العائلة في مأزق.. والعين على الميراث

مقتل حفيد نوال الدجوي، بعد أيام من واقعة السرقة التي وُصفت بأنها “واحدة من أكبر سرقات الميراث في تاريخ الأسر المصرية”، يعيد إلى الواجهة قضايا النزاع على الثروات الضخمة داخل العائلات ذات الطابع الإقطاعي الحديث. فقد تكرر في السنوات الأخيرة أن تحوّلت الخلافات الوراثية إلى جرائم قتل، أو ابتزاز، أو نزاعات طويلة في ساحات القضاء، وهو ما يكشف الجانب المظلم في العلاقات العائلية حين يتحول المال إلى سيد الموقف.

ماذا بعد؟

ما زالت التحقيقات مستمرة. النيابة لم توجه بعد اتهامًا رسميًا لأي طرف، لكنها تعمل على جمع كافة الأدلة الممكنة من أجل تقديم الجناة إلى العدالة، سواء في واقعة السرقة أو جريمة القتل. بينما ينتظر الرأي العام التفاصيل الكاملة حول كيف يمكن لعائلة بهذا القدر من الهيبة أن تنهار فجأة في دوامة من الاتهامات والدم.

عن admin

شاهد أيضاً

«مستقبل وطن» ينظم سلسلة من المؤتمرات بعدد من محافظات الجمهورية بهدف تشجيع المواطنين على المشاركة في انتخابات مجلس النواب

نظم حزب مستقبل وطن سلسلة من المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية بعدد من محافظات الجمهورية، وذلك في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *