أخبار عاجلة

بعد وفاة بابا الفاتيكان فرنسيس.. هكذا تُنتخب قيادة الكنيسة الكاثوليكية الجديدة

في صباح رمادي، خفتت أجراس الفاتيكان، لا لتعلن قداسًا جديدًا، بل لتودع روحًا اختارت أن تكون أقرب إلى الأرض منها إلى السماء. البابا فرنسيس، أول بابا من خارج أوروبا منذ ألف عام، وأول يسوعي يتولى السدة البابوية، يغادرنا عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا وراءه كنيسة حاول أن يجعلها أقل تصلبًا وأكثر قربًا من إنسان هذا العصر.

‫بابا الفاتيكان: وباء فيروس كورونا قد يكون انتقامًا من الطبيعة بسبب التغير  المناخي - CNN Arabic‬‎

رجل من الأرجنتين، يتكلم لغة الفقراء

منذ اعتلائه الكرسي البابوي في مارس 2013، كانت كل خطوة يتخذها البابا فرنسيس بمثابة كسر لنمط. رفض الإقامة في القصر الرسولي الفخم، وفضل عليه بيت الضيافة المتواضع. سار دون حذاء أحمر، وغسل أقدام السجناء والمهاجرين، ورفع صوته مدافعًا عن البيئة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق اللاجئين. لم تكن تصرفاته مجرد إشارات رمزية، بل مواقف لاهوتية بامتياز. لقد فهم فرنسيس أن على الكنيسة أن تنحني لتسمع أنين الشارع، لا أن ترفع أصابعها لتملي الوصايا من بعيد.

خلف الجدران السميكة.. كيف يُنتخب البابا الجديد؟

الآن وقد انطوت صفحة فرنسيس، تبدأ الفاتيكان واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا وسرية في العالم: اختيار البابا الجديد. البابا لا يُنتخب، بل يُكشف، وفقًا للفهم الروحي الكاثوليكي. والذين يُكشَف لهم هم الكرادلة — 120 كارديـنالًا دون سنّ الثمانين، يمثلون تنوع الكنيسة العالمي، يجتمعون في ما يُعرف بـ”الكونكلاف”.

الكونكلاف يُعقد داخل كنيسة سيستين الشهيرة، ذات سقف ميكلانجلو الأسطوري، حيث يُحجر على الكرادلة تمامًا دون تواصل مع العالم. يصوّتون سرًا، أربع مرات في اليوم، ولا يُعلن اختيار البابا إلا عندما يظهر الدخان الأبيض من مدخنة صغيرة فوق الكنيسة.

ولكن ما لا يُقال في الأخبار هو أن هذه الجلسات لا تقتصر على المداولات اللاهوتية فحسب، بل تُدار فيها أيضًا حوارات عن مستقبل الكنيسة في عالم تتزايد فيه الأسئلة وتقل فيه الإجابات. بين كرادلة إفريقيا الذين ينادون بالعدالة الاجتماعية، وكرادلة أوروبا الذين يخشون من تنازلات أخلاقية، وكرادلة أمريكا اللاتينية الذين يريدون كنيسة شعبية، تُحسم ملامح القادم.

هل يمكن أن يُنتخب “فرنسيس ثاني”؟

إرث فرنسيس ليس سهلًا، ومن سيخلفه سيكون أمام اختبار صعب: هل يحافظ على الروح التي بثها البابا الراحل، أم يعيد عقارب الساعة إلى الوراء؟ اللافت أن العديد من الكرادلة الجدد تم تعيينهم خلال عهد فرنسيس، ما يعني أن “روحه” ستظل حاضرة في غرفة التصويت.

لكن المفاجآت ليست نادرة. فقد يأتي البابا القادم من آسيا، أو من إفريقيا، وقد يحمل اسمًا غير متوقع، وقد ينهج نهجًا مغايرًا تمامًا. كل ذلك سيُحسم في سراديب الزمن الكنسي، حيث السياسة والدين والتاريخ يجتمعون في لحظة اختيار روحي.

الكنيسة بعد فرنسيس: بين الحنين والخوف

الكنيسة الكاثوليكية تقف على مفترق جديد. الجنازات البابوية ليست مجرد وداع، بل إعلان بداية. فرنسيس، البابا الذي أدخل لغة جديدة إلى خطاب الكرسي الرسولي، رحل. ومن سيأتي بعده إما أن يكون استمرارًا لنصٍ بدأ منذ 2013، أو بداية لفصل جديد… قد يكون عنوانه: العودة أو الانفتاح.

عن admin

شاهد أيضاً

لنصرة القضية الفلسطينية.. المصريون يؤدون صلاة الجمعة أمام معبر رفح

أدي الألاف من المصريين شعائر صلاة الجمعة من أمام معبر رفح بشمال سيناء، رفضا للتهجير القسري للفلسطينيين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التحول الأخضر يبدأ من هنا