شهدت مصر خلال الأيام الماضية زيارتين ملكيتين لافتتين، عكستا المكانة العالمية التي تحظى بها المقاصد الأثرية المصرية في قلوب ملوك أوروبا. فقد اختار كل من ملك بلجيكا فيليب وملكة الدنمارك مارجريت الثانية أن تكون جولتهما السياحية في قلب التاريخ المصري القديم، حيث زارا أهم المواقع الأثرية التي تجسد عظمة الحضارة المصرية، في مشهد يؤكد أن سحر الفراعنة ما زال يجذب العالم بأسره.

زيارة ملك بلجيكا إلى سقارة برفقة زاهي حواس
بدأت الجولة الملكية بزيارة ملك بلجيكا فيليب إلى منطقة سقارة الأثرية، حيث رافقه عالم الآثار المصري الشهير الدكتور زاهي حواس، الذي قدّم شرحًا وافيًا عن تاريخ المنطقة وأسرارها الأثرية. وتعرّف ملك بلجيكا خلال الزيارة على هرم زوسر المدرج، أقدم بناء حجري ضخم في التاريخ، واستمع إلى تفاصيل أعمال الترميم والاكتشافات الأخيرة في المنطقة، التي أصبحت من أبرز النقاط السياحية التي يحرص الزائرون على مشاهدتها.
كما أبدى الملك إعجابه الشديد بعظمة الحضارة المصرية القديمة، مؤكداً أن مصر لا تزال مهد التاريخ الإنساني، وأن زيارتها تمثل حلمًا تحقق له وللملكة ماتيلد التي شاركته الجولة.

ملكة الدنمارك أمام عظمة الأهرامات والمتحف الكبير
وفي مشهد آخر لا يقل روعة، قامت ملكة الدنمارك مارجريت الثانية بزيارة خاصة إلى منطقة الأهرامات بالجيزة، حيث تجولت في محيط الأهرامات الثلاثة وأبو الهول، واستمتعت بشرح مفصل حول مراحل بناء الأهرامات ودلالاتها التاريخية. ثم توجهت الملكة إلى المتحف المصري الكبير الذي بات على وشك الافتتاح الرسمي، وتفقدت القاعات المخصصة لعرض كنوز الملك توت عنخ آمون.
وخلال جولتها، أشادت الملكة بالدقة الفريدة في أعمال العرض المتحفي والتصميم المعماري المذهل للمتحف الكبير، مؤكدة أن مصر تمتلك كنوزًا لا مثيل لها على مستوى العالم.
السياحة الملكية تروج لمصر عالميًا
تعكس هذه الزيارات المتتالية من ملوك أوروبا اهتمامًا متزايدًا بمصر كوجهة سياحية عالمية، خصوصًا في ظل ما تشهده البلاد من تطوير شامل للمناطق الأثرية والمشروعات السياحية الكبرى. وتعد هذه الجولات الملكية أفضل دعاية ممكنة لمصر في الخارج، إذ تسهم في تعزيز الثقة لدى السياح الأجانب وتشجع على زيارة المواقع التاريخية المصرية.
فبين سقارة والأهرامات والمتحف الكبير، تتجدد العلاقة الأبدية بين ملوك الحاضر وملوك الماضي، لتبقى مصر دائمًا أرض الحضارة وملتقى العالم.
جريدة المنطقة العربية رؤية فريدة وتفاصيل حصرية
