قال الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا لمصر ترسم معالم لمرحلة جديدة في التعاون بين البلدين سواء من الناحية السياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أنه على الجانب السياسي هناك توافق مصري برازيلي حول ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن، وصندوق النقد الدولي، ونادى باريس، والبنك الدولي، وإعادة هيكلة المؤسسات المالية الدولية بما يسمح أن يكون هناك عدالة في الفرص والمصالح ما بين الدول.
وأضاف سمير، أن البرازيل ومصر تقدمان نفسهما كدول مدافعة عن حقوق عالم الجنوب، وتتشاركان عضوية مصر والبرازيل في “تكتل بريكس” و مجموعة الـ 77 ومنظمة عدم الانحياز، لافتا إلى أن البرازيل دولة عملاقة مساحتها 8.5 مليون متر مربع وعدد سكانها يزيد عن 215 مليون نسمة وبالتالي هي قارة كاملة في أمريكا اللاتينية لديها مقدرات كبيرة وتستورد منها مصر سلعا استراتيجية مثل “اللحوم، الدواجن، الورق ومن يعملون فى مجال الطباعة والتصوير يعلمون أن الورق البرازيلي من أهم مصادر الورق في مصر.
وتابع سمير أن معدل التجارة بين مصر والبرازيل وصل إلى حوالى 2.4 مليار دولار فى الشهور الـ 10 الأولى من 2023 لكن هذا الرقم قليل جدا مقارنة بالقدرات الكبيرة لدى مصر والبرازيل، مشيرًا إلى أن حجم التجارة والاستثمارات المشتركة بين البلدين يمكن زيادته عبر مجموعة من الآليات ومنها استفادة مصر من اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع “الميركسور” والذى يضم البرازيل، أورجواى، الأرجنتين، بارجواى، و47 % من الصادرات المصرية للبرازيل هي شبة معفاة من الجمارك، وهو ما يؤدى إلى زيادة الصادرات المصرية إلى البرازيل خلال الفترة المقبلة والعكس أيضا، كما يمكن أن تكون هناك منطقة تجارية خاصة بين مصر والبرازيل بحيث تأتى السلع والخدمات من البرازيل لمصر وإعادة توجيهها إلى إفريقيا باعتبار مصر عضو في كافة التجمعات الاقتصادية سواء “اتفاقية التجارة الحرة، أو الكوميسا، اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية الكبرى”.
وأوضح أن هناك أيضا اجتماع المجلس المصري البرازيلي المشترك والذى يلعب دورا كبيرا في اكتشاف الفرص الاستثمارية المشتركة بين البلدين وهو ما يعزز التجارة المشتركة بين مصر والبرازيل، مشيرًا إلى أن البرازيل من أكبر الدول في العالم التي توجد بها نسبة كبيرة من السكان “الكاثوليك” ومصر لديها مسار “العائلة المقدسة”، هنا تأتي المصلحة، بمعنى أن يكون هناك خطوط طيران مباشرة بين مصر والبرازيل لنقل الملايين من السياح البرازيليين لزيارة مسار “العائلة المقدسة” في مصر.
وأردف أستاذ العلاقات الدولية، أن هناك أيضا الغرف التجارية البرازيلية والعالم العربي وهو يفتح مجالات واسعة للتعاون البرازيلي المصري في إعادة توجيه المنتجات البرازيلية إلى المنطقة العربية من خلال عضوية مصر في اتفاقية تيسير التجارة العربية، متوقعًا مكاسب كثيرة تنتظر البلدين وهناك آفاق كبيرة لتعاون الاقتصادي بين مصر والبرازيل، كما أن هناك تعاون سياسي أيضا والمعروف أن مصر والبرازيل تدعمان إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى أن البرازيل قدمت مشروعا لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن خلال الأيام الماضية وبالتالي مصر والبرازيل لديهما أولوية واحدة هي وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة في القطاع وفتح مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وصولا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67.