أخبار عاجلة

مصر والصين،، تعاون اقتصادي وشراكات استثمارية جديدة

ووضعت الصين والدول الأفريقية في هذا الاطار رؤية حتى عام 2035 بهدف تحديد اتجاهات وأهداف التعاون على المدى المتوسط والطويل وتعزيز مجتمع أوثق بمستقبل مشترك للصين وأفريقيا.

وأكدت الرؤية على أن الصين تعد شريكا مهما لأجندة التنمية الأفريقية وتدعم مشروعات الاتحاد الأفريقي حتي عام 2063 وتولي اهتماما بتعزيز الشراكة بين الصين وأفريقيا في إطار مبادرة الحزام والطريق وتتبنى مبدأ التشاور الشامل والمساهمة المشتركة والمنفعة المشتركة وفلسفة التعاون الأخضر والمنفتح والنظيف في تعاونها مع أفريقيا .

في هذا الإطار ، جاءت استضافة الصين خلال الأسبوع الماضي لمنتدي التعاون الصيني الإفريقي ، بمشاركة   زعماء وقادة الدول الأفريقية والصين وقد وضعت الصين والدول الأفريقية في هذا الإطار رؤية حتى عام 2035 بهدف تحديد اتجاهات وأهداف التعاون على المدى المتوسط والطويل وتعزيز مجتمع أفضل من خلال مستقبل مشترك للصين وأفريقيا.

وأوضحت الصين أنها  وأفريقيا ستعملان على ضمان التآزر بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة التنمية الأفريقية والاستفادة من الدور القيادي لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي لتعزيز التعاون التقليدي واستكشاف مجالات التعاون الناشئة وترقية التعاون الثنائي بشكل أسرع وبجودة وكفاءة أكبر لصالح شعوب الأفريقية والصينية فضلا عن العمل علي الاتقاء بالتعاون العملي إلى مستوى جديد من أجل المصالح المشتركة للصين وأفريقيا .

وأفادت الرؤية الصينية – الأفريقية بأنها ترتكز على أن تصل التجارة بين الصين وأفريقيا إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2035، وأن تعمل بكين على زيادة القدرة التصديرية للدول الأفريقية وتعزيز التعاون معها في فحص المنتجات الزراعية والأغذية، وتسريع عملية الحجر الصحي، وزيادة الواردات الصينية من المنتجات الأفريقية.

وأضافت أن بكين تعتزم مساعدة الدول الأفريقية على تطوير العلامات التجارية “صنع في أفريقيا” والاندماج في سلاسل الصناعة والتوريد العالمية من خلال دعمها لإقامة وتحسين نظام المعايير الفنية للجودة وتقديم خبرتها لمساعدة الدول الأفريقية على تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الصناعة، وتنشيط القطاع الخاص وخلق المزيد من فرص العمل.

كما أن الصين ستشارك بنشاط في تطوير منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتعزيز التعاون في مجال البنية التحتية خاصة تطوير السكك الحديدية الأفريقية والطرق السريعة والشحن والموانئ والخطوط الجوية وشبكة الاتصالات، فضلا عن سعي بكين لتطوير مجال الزراعة الحديثة الذي يتضمن إقامة نظام متكامل للزراعة والمعالجة والتخزين والخدمات اللوجستية، وتعزيز قدرات الأمن الغذائي وتحسين السلامة والقيمة المضافة للمنتجات الزراعية والغذائية الأفريقية.

وأشارت الرؤية إلى دعم التوسع في الاستثمار بين الجانبين حيث تعتزم الصين أن تصل استثماراتها إلى 60 مليار دولار بحلول عام 2035 والتي يتم استثمارها في مجالات الزراعة والتصنيع والبنية التحتية وحماية البيئة والاقتصاد الأزرق والرقمي، مؤكدة اهتمام بكين بدعم تطوير مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري ودعم جهود تحسين بيئة الأعمال وزيادة توطين الشركات الصينية في أفريقيا.

وأفادت بأن الجانبين الصيني والأفريقي يوليان اهتماما بالتوسع في التعاون بمجالات تكنولوجيا الجيل الخامس، والإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والبيانات الضخمة، والتجارة الإلكترونية، والمدينة الذكية، والطيران والملاحة الفضائية، وتطبيق الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية فضلا عن العمل علي تطوير نموذج جديد للنمو الأخضر بشكل مشترك من أجل التنمية البيئية المشتركة بين الصين وأفريقيا.

وأكدت الرؤية اهتمام بكين بزيادة نسبة الطاقة الكهرومائية والنووية والطاقات النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والغاز وغيرها على أساس مستوى التنمية واحتياجات الطاقة في الدول، وتوفير إمدادات طاقة مستقرة وبأسعار معقولة ودعم تطوير صناعة الطاقة الكهروضوئية.

وعلاوة على ذلك، تدعم الصين أفريقيا في تطوير الاقتصاد الدائري والتمويل الأخضر، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة وتحسين قدرات التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون والدائرية، وإقامة نظام اقتصادي يتميز بالتنمية الخضراء ومنخفض الكربون.

وأكدت الرؤية الصينية – الأفريقية أهمية إقامة علاقات تعاون ثنائية ومتعددة الأطراف بشكل أوثق على جميع المستويات من خلال تعميق الصداقة التقليدية وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتنسيق السياسات بشكل أفضل في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتنمية الصناعية والاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون ورفاهية الناس وصحتهم والتبادلات الثقافية والشعبية والسلام والأمن والشؤون الدولية.

كما أكدت الرؤية أن الصين وأفريقيا ستصبحان قوتين رئيسيتين لتحسين الحوكمة العالمية وحماية العدالة والإنصاف الدوليين، وتعزيز الاتصالات والتنسيق في ساحات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والعمل بشكل مشترك على زيادة اهتمام المجتمع الدولي بأفريقيا ودعمها في أن تلعب دورا أكثر نشاطا في الحوكمة العالمية والمشاركة بشكل أكبر في إدارة الشؤون الدولية.

تعاونتجاريوانمائي

وفي اطار التحضير للمنتدي عقد المؤتمر الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك)  خلال الأسبوع الماضي  في بكين، وشارك في الاجتماع أكثر من 300 شخص، من بينهم وزراء خارجية ووزراء اقتصاد من 53 دولة إفريقية عضو في فوكاك، وممثلون من الاتحاد الإفريقي ومنظمات إقليمية ودولية أخرى.

وتناول المؤتمر تنفيذ نتائج المؤتمر الوزاري الثامن لـ فوكاك في 2021، ونتائج التعاون الإنمائي بين الصين وإفريقيا، والمساعدات التي قدمتها الصين إلى إفريقيا، كما استعرض واعتمد أيضا جدول أعمال ومسودة وثيقة نتائج للقمة المقبلة.

وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي في المؤتمر إن نهضة الجنوب العالمي متمثلة في الصين وإفريقيا تؤثر بعمق على تنمية المجتمع البشري ، وأضاف أن الصين وإفريقيا حشدتا جهودهما لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الأمن العالمي.

وأشار وانغ إلى أن التضامن والتنسيق على نحو أقوى بين الـ2.8 مليار صيني وإفريقي من شأنه بالتأكيد أن يضخ زخما جديدا في تعاون الجنوب العالمي.

وخلال المؤتمر، قال ممثلو الدول الإفريقية إن الجانب الإفريقي سيعمل بشكل وثيق مع الصين من أجل إنجاح هذه القمة ، وأعربوا عن استعدادهم لتعميق التعاون الشامل مع الصين من أجل تحقيق تنمية ورخاء مشتركين.

خطة عمل

أعمال   منتدى التعاون الصيني الأفريقي , صدر عنها  خطة عمل بكين (2025-2027) تحت عنوان (المشروع المشترك بين الصين وأفريقيا) .

وترتكز خطة عمل بكين علي عدد من محاور التعاون بين الصين والدول الأفريقي علي رأسها  التعاون السياسي والسلامي والأمني , والزيارات والحوار رفيع المستوى , التعاون بين الأحزاب السياسية والهيئات التشريعية والهيئات الاستشارية والحكومات المحلية , إضافة الي التعاون في مجال السلام والأمن , و التعاون في الشؤون الدولية.

مصروالصين

منتدي التعاون الصيني الإفريقي شهد مشاركة مصرية متميزة ، حيث شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،  نيابة  عن الرئيس السيسي ، وعقد مدبولي سلسلة لقاءات مع المسئولين الصينيين لبحث دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية ، أكد خلالها  حرص مصر على أهمية تعزيز التعاون والتبادل البرلمانيبين البلدين الصديقين بشكل منتظم باعتبارها أحد أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين.

وأكد رئيس الوزراء أن مصر تنظر إلى الصين بوصفها مثالًا يُحتذى به في مجال البناء والنهضة العمرانية، وأن بكين تُعد شريكًا استراتيجيًا لمصر في مواجهة الأزمات الدولية الراهنة.

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي دعم الحكومة المصرية للشركات الصينية العاملة في مصر، حيث يحرص على زيارة مشروعاتها بمصر، ومتابعة سير العمل بها وتذليل العقبات أمامها في رسالة واضحة لدعم مصر لتلك المشروعات.

ولفت إلى أنه تم إنشاء وحدة الصين بمجلس الوزراء تحت رئاسة المهندسة راندة المنشاوي مساعد أول رئيس الوزراء، مع إشراف مباشر من رئيس الوزراء، لمتابعة مختلف المشروعات الصينية، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية لتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري مع الصين.

وأوضح رئيس الوزراء أن مصر تمثل فرصة واعدة للشركات الصينية، وجاذبة للاستثمار من أجل التصدير للدول المجاورة لاسيما في القارة الأفريقية التي تعد مصر بوابة مثالية للنفاذ إليها، منوهاً إلى اعتزامه مقابلة العديد من الشركات الصينية خلال هذه الزيارة، لبحث فرص تعزيز التعاون في المجالات ذات الأولوية.

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه لدعم رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين، وقيامه بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، خاصة في ضوء اهتمام الدولة المصرية بقطاع الصناعة وتوطين عدد من الصناعات ذات الأولوية مثل صناعة السيارات الكهربائية، والطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الهيدروجين الأخضر.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى توافق كل من مصر والصين حول التسوية السلمية للأزمات الدولية عبر الحوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، مؤكدًا دعم مصر لمبدأ “الصين الواحدة”، ومُعربًا في الوقت نفسه عن أن الدولة المصرية تتطلع للتعاون مع الصين في إطار التجمعات الدولية لاسيما تجمع “البريكس“.

بدوره،  أكد  تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني،   عُمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين، مُشيرًا في هذا الصدد إلى الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، وما حققته هذه الشراكة من نتائج إيجابية بفضل الدعم المستمر من قيادتي البلدين، مُضيفًا في هذا السياق أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى الصين كانت زيارة ناجحة للغاية، وهو ما يؤكد أهمية استمرار التعاون المُثمر بين البلدين.

كما أعرب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عن تقديره للعلاقات المصرية الصينية المُتنامية على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن هذه العلاقات أساسها هو الاحترام المتُبادل، مشيرًا في هذا الصدد إلى سعادته البالغة باستقبال رئيس مجلس النواب المصري في بكين مؤخرًا.

وأكد   تشاو له جي دعم الصين لمصر في تنفيذ خططها للتنمية المُستدامة بما في ذلك “رؤية مصر 2030″، وتَطلُع بكين لتعزيز تعاونها مع القاهرة في مختلف القطاعات وعلى رأسها قطاع البنية التحتية. وأعلن “له جي” عن تقديم منحة لمصر بقيمة 100 مليون يوان لتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة.

وأعرب عن دعمه لعمل الشركات الصينية في مصر، وحرصه على دفع مشاركتها في العديد من المشروعات خلال الفترة المقبلة، في إطار من تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

وتناول “له جي” جهود الصين في تعزيز الإصلاح الداخلي والانفتاح وما حققته بكين من نجاحات في هذا الصدد، مُشيرًا إلى المؤشرات الإيجابية التي حققها الاقتصاد الصيني وعلى رأسها تحقيق معدل نمو بلغ ٥٪ سنوياً.

توقيع عقود مع مصر بمليار دولار

و شهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، على هامش مشاركته، في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي توقيع عقود عدد من المشروعات التي ستقام داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك بحضور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والسفير المصرى فى بكين عاصم حنفى، و Qu Defu، رئيس مجلس إدارة شركة “تيدا القابضة“.

وقال وليد جمال الدين: إن العقود تضمنت عقد حق انتفاع بالأرض بين المطور الصناعي (تيدا – مصر) وشركة “الصين القابضة للزجاج – China Glass Holding”؛ لإقامة مصنع لإنتاج الزجاج.

وقع العقد Li DaiXin، رئيس مجلس إدارة شركتي تيدا مصر وتيدا الصين إفريقيا، و Lv Guo، رئيس شركة الصين القابضة للزجاج.

وأشار إلى أن التعاقدات التي تم توقيعها بإجمالي استثمارات تتخطى 1.067مليار دولار تتضمن أول مشروع من نوعه في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا لصناعة البروم والذي يتكامل مع مشروع إنتاج الكلور القلوي الذي تم توقيعه اليوم أيضًا، مما يعكس رؤية اقتصادية قناة السويس في إقامة تجمعات صناعية متكاملة، فضلًا عن توقيع عقود للمنتجات الغذائية ودعم سلاسل التوريد وإنتاج الطاقة، مضيفًا: ستوفر هذه المشروعات ما يزيد على 3 آلاف فرصة عمل مباشرة.

عن admin

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: 30 مليون شخص في السودان بحاجة للمساعدات الإنسانية وسط تصاعد النزاع

المجاعة وتدهور النظام الصحي يهددان حياة الملايين قال مسؤول في الأمم المتحدة إن حوالي 30 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *