يدخل اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل يومه الثانى على التوالى، حيث بدأ سريانه الأحد.
ويستمر، غدا، إدخال نحو ٦٠٠ شاحنة تحمل مواد إغاثية وإنسانية وطبية لأهالى غزة، نصفها سيتم إيصاله إلى مناطق شمال القطاع، كما تشمل ٥٠ شاحنة وقود لازم لتشغيل محطة الكهرباء والتجارة والمعدات المدنية اللازمة لإزالة الركام. وتشمل الجهود الحالية إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز فى جميع مناطق قطاع غزة.
وتتوقف العمليات العسكرية بشكل مؤقت بين الطرفين، لليوم الثانى على التوالى، كما يستمر انسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا بعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان لتتمركز على الحدود فى جميع مناطق قطاع غزة، بما فى ذلك وادى غزة ومحور نتساريم ودوار الكويت.
ويجرى إيقاف مؤقت للطيران العسكرى والاستطلاع الإسرائيلى فى قطاع غزة يوميًا لمدة ١٠ ساعات، ولمدة ١٢ ساعة فى أيام تبادل المحتجزين والأسرى.
ويتمكن الفلسطينيون النازحون داخليًا من العودة إلى منازلهم فى بعض مناطق الجنوب بحرية حركة، على أن تتم إتاحة العودة للشمال بشكل كامل بدءًا من اليوم السابع للهدنة.
وتستمر الجهود المكثفة التى تبذلها مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، من أجل ضمان استمرار تنفيذ بنود الاتفاق بين حماس وإسرائيل، لا سيما المرحلة الأولى التى تمتد لـ٤٢ يومًا.
وكان من المفترض أن يبدأ سريان الاتفاق، أمس، فى تمام الساعة ٨:٣٠ صباحًا، لكن تأخر التنفيذ نظرًا لعدم تسليم حركة «حماس» أسماء المحتجزات الثلاث اللاتى سيتم تسليمهن لإسرائيل فى أول يوم من تلك الهدنة.
وقالت «حماس»، فى بيان: «نؤكد التزامنا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، ونشير إلى أن تأخر تسليم الأسماء التى سيتم إطلاق سراحها فى الدفعة الاولى لأسباب فنية ميدانية».
وعقب ذلك أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى عن أن الهدنة لن تدخل حيز التنفيذ بسبب عدم تسليم «حماس» أسماء المحتجزات المفرج عنهن، فيما وجّه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، جيشه بألا يتوقف عن إطلاق النار لحين صدور تعليمات من القيادة السياسية بذلك.
واستمر إطلاق النار لنحو ثلاثة ساعات إضافية، وبعدها أعلنت حركة «حماس» عن أنها ستفرج عن كل من: رومى جونين «٢٤ عامًا»، إميلى دمارى «٢٨ عامًا»، دورون شطنبر خير «٣١ عامًا».
وأوضحت «حماس»، فى بيان منفصل، أنها سلمت قائمة أسماء المحتجزات الثلاث اللواتى سيتم تسليمهن لإسرائيل إلى الوسطاء رسميًا.
وفى وقت لاحق، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا أعلن فيه عن أن الهدنة دخلت حيز التنفيذ فى تمام الساعة ١١:١٥ صباحًا، لتبدأ بعدها التعليمات للجيش الإسرائيلى بوقف إطلاق النار.
ومع أول لحظات سريان الهدنة، بدأت مصر فى إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الفلسطينيين داخل غزة، تلك الشاحنات التى تمر بمرحلة تفتيش عبر معبرى العوجة وكرم أبوسالم قبل أن تعود لدخول غزة عبر معبر رفح المصرى الفلسطينى.
وجرى الاتفاق على تسليم المحتجزات الثلاث إلى إسرائيل فى تمام الساعة الرابعة عصر أمس، وبالتوازى جرى الإفراج عن حوالى ٩٠ أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال الإسرائيلى.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن تسليم المحتجزين من «حماس» إلى إسرائيل يتم بإشراف مصرى، حيث يتم إخراجهم عبر معبر رفح ومن ثم تسليمهم لتل أبيب.
وأضافت المصادر الفلسطينية أن آلية التسليم بالنسبة للمحتجزين الموجودين فى الجنوب سهلة بحكم القرب من معبر رفح وعدم وجود حواجز.
وأشارت إلى أن هناك تعقيدًا فيما يخص شمال قطاع غزة، نظرًا لوجود محور نتساريم، موضحةً أنه من المتوقع أن يتم تسليم المحتجزين فى مناطق الشمال عبر الصليب الأحمر الدولى.
وتمكنت مصر فى أول ساعات سريان الهدنة من إدخال أكثر من ٢٠٠ شاحنة مساعدات، مع التوقعات بأن يصل عدد الشاحنات التى تدخل غزة يوميًا إلى نحو ٦٠٠ شاحنة.
ويتواصل العمل المصرى بفاعلية فى تقديم الدعم الإنسانى لغزة، وهو ما يعكس دور مصر البارز فى تسهيل وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات لأبناء الشعب الفلسطينى فى القطاع.