في كل عام، ومع حلول ذكرى عيد الشرطة، نجد أنفسنا نقف إجلالًا وتقديرًا أمام الجهود الجبارة التي تبذلها الأجهزة الأمنية لضمان أمن الوطن واستقراره. هذه الجهود، التي غالبًا ما تكون خفية، هي التي ترسم ملامح الحياة الآمنة التي نعيشها، وتجعلنا نثق في أننا تحت مظلة حماية لا تتزعزع.
فإذا كانت الجرائم تمثل تحديات تعكر صفو الحياة، فإن الانخفاض المستمر في معدلاتها يُعد شهادة حية على انتصار الأمن على الفوضى. هذا الانتصار لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهود متواصلة يبذلها رجال الشرطة بكل تفانٍ وإخلاص، يواجهون المخاطر ويضحون بأرواحهم في سبيل حماية الوطن والمواطن.
وتشير الأرقام الرسمية إلى انخفاض ملحوظ في معدلات الجريمة خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفضت نسبة الجرائم الجنائية بنسبة كبيرة، مما يعكس نجاح الاستراتيجيات الأمنية المتبعة.. هذه الأرقام ليست مجرد بيانات رقمية، بل هي دليل على التقدم الذي تحققه الدولة في مكافحة الجريمة، وتعزيز الشعور بالأمان بين المواطنين.
ولا تقتصر جهود رجال الشرطة على مكافحة الجريمة فحسب، بل تمتد إلى دعم جهود التنمية الشاملة. ففي المناطق التي كانت تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة، تم تنفيذ مشروعات تنموية ضخمة، مثل التطوير العمراني وبناء المساكن الاجتماعية، وتوفير فرص العمل. هذه الجهود ساهمت في تغيير وجه تلك المناطق، وجعلتها أكثر استقرارًا وأمانًا.
ولم تعد الشرطة تعتمد فقط على رد الفعل في مواجهة الجريمة، بل أصبحت تركز على الوقاية من خلال تعزيز الوعي المجتمعي، وتنفيذ برامج توعوية تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة والانتماء. كما تعمل الأجهزة الأمنية على بناء جسور الثقة مع المواطنين، مما يجعلهم شركاء في تحقيق الأمن والاستقرار.
ورغم التحديات التي تواجهها الأجهزة الأمنية، سواء كانت أمنية أو اجتماعية، فإن إرادة رجال الشرطة تظل أقوى من أي عقبة. فهم يعملون ليل نهار، في ظروف صعبة، لضمان أمن الوطن وحماية المواطنين. هذا التفاني هو ما يجعلنا نثق في أن المستقبل سيكون أكثر أمنًا واستقرارًا.
في عيد الشرطة، نحتفل ليس فقط بالإنجازات الأمنية، ولكن أيضًا بالأمل في غدٍ أفضل. نحتفل برجال وقفوا كالجبال في وجه كل من يحاول النيل من أمن الوطن، وبجهودهم التي جعلت الشوارع أكثر أمانًا، والأحياء أكثر إشراقًا. نحتفل بتحقيق الحلم الذي طالما سعينا إليه: وطنٌ آمن، ومجتمعٌ مستقر.
إن انخفاض معدلات الجريمة ليس مجرد رقم يُذكر في التقارير، بل هو تغيير حقيقي في حياة المواطنين، يعكس نجاح الجهود الأمنية والتنموية التي تبذلها الدولة. وفي ذكرى عيد الشرطة، نرفع القبعة إجلالًا لرجال الأمن، الذين يكتبون بدمائهم وتضحياتهم ملحمة وطنية تُخلد في تاريخ الوطن.
هيثم سليمان